الخميس، 31 يوليو 2014

42) وصية لموﻻنا الخواجه عبد الخالق الغجدوانى رأس الخواجكان والمؤسس اﻷول للطريقة النقشبندية (ت 575 ه)

وصية لموﻻنا الخواجه عبد الخالق الغجدوانى رأس الخواجكان والمؤسس اﻷول للطريقة النقشبندية (ت 575 ه):
وضمنها رسالة كتبها لولده القلبي المبارك الشيخ أولياء الكبير، قد اشتملت من آداب الطريقة، والنصيحة الرفيعة والتربية الحسنة الرقيقة، على ما يوجب إيرادها هنا، وهي: يا بني، أوصيك بتحصيل العلم والأدب وتقوى الله تعالى، واتبع آثار السلف الصالح، ولازم السنة والجماعة، واقرأ الفقه والحديث والتفسير، واجتنب الصوفية الجاهلين، ولازم الصلاة بالجماعة بشرط ألَّا تكون إمامًا ولا مؤذنًا، وإياك والشهرة فإنها آفة، وكن واحدًا من الناس، [واختر الخمول دائما]، ولا تمِلْ لمنصب ولو كان محمودًا كالقضاء والفتوى، [ولا تكتب اسمك فى الحجج والوثائق]، ولا تكن كفيلًا ولا وصيًّا، [ولا تدخل فى وصايا الناس]، ولا تصحب الملوك وأبناءهم والمرد والنساء والمبتدعة والعوام، ولا تبنِ زاوية، [ولا رباطا] ولا تجلس بها، ولا تسمع الأنغام إلا قليلًا؛ فإن كثير السماع تولد النفاق وتميت القلب، ولا تنكر على أصحاب السماع؛ لأنهم كثيرون، وقلِّل الكلام والطعام والمنام، وفِرَّ من الناس فرارك من الأسد، والزم الخلوة وأكل الحلال، [ولا تصحب الولدان والنساء والمبتدعين، والأغنياء المتكبرين، والعوام كالأنعام]، واترك الشبهات إلَّا عند الضرورة؛ فربما غلب عليك طلب الدنيا، وفي طلبها يذهب دينُك وإيمانك، [ولا تزوج ما استطعت فتطلب الدنيا ويكون دينك هباء فى طلبها]، ولا تضحك كثيرًا؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب، [وانظر إلى كل أحد بعين الشفقة]، ولا تحتقر أحدًا ولا تزين ظاهرك؛ لأن تزيين الظاهر من علامة إفلاس الباطن، ولا تجادل الخلق، ولا تسأل أحدًا شيئًا، ولا تأمر أحدًا بخدمتك، واخدم المشايخ بالمال والجاه والبدن [والروح]، ولا تنكر على أفعالهم؛ فإن المنكر عليهم لا ينجو [ولا يفلح أبدا]، ولا تغتر بالدنيا وأهلها، وينبغي أن يكون قلبك محزونًا ومغمومًا [دائما]، وبدنك مريضًا، وعينك باكية، وعملك خالصًا، ودعاؤك بتضرع، ولباسك خَلِقًا، ورفيقك الفقر [والصدق]، وبضاعتك الفقه، وبيتك المسجد، ومؤنسك الحق تعالى)).

أوردوها فى ترجمته من كتب رجال الطريقة العلية النقشبندية قدس الله أسرارهم العلية، وهذه رواية موﻻنا الشيخ محمد أمين الكردى فى المواهب السرمدية (77-78). وقد ذكرها الشيخ الباكنى فى هداية الزمان فى طبقات الخواجكان (ص 67) مع بعض اختلاف فى الألفاظ والصيغ، مما يومئ إلى أن أصل هذه الوصية أو الرسالة كان بغير العربية، ومن ثم وقع هذا التفاوت، ولكن المعانى فى الجملة متقاربة. وقد تتبعنا بعض الزوائد التى أوردها فى هداية الزمان وأدرجناها محصورة بين [ ].
يا رب اغفر لنا تقصيرنا فى العمل ببعض ما فيها وأعنا على اﻻستقامة عليها.

ابحث

Google