السبت، 30 أغسطس 2014

47)أدب السكوت عند السادة النقشبندية

أدب السكوت عند السادة النقشبندية :
عادة ما يتكلم أهل الطريق فى آداب اللسان من حفظه، ومن التزام الصدق وعدم الكذب، ومن حفظ اللسان من آفاته العديدة كالنميمة والغيبة والكلام فيما لا يعنى. وقلما نجد لهم كلاما فى آداب الصمت والسكوت. وهو ما يمتاز به السادة النقشبندية، الذى يغلب الصمت والسكوت والتوجه والمراقبة عليهم، وخلوتهم فى جلوتهم، ومن ثم تكلموا عن أدب السكوت بما يناسب قواعد طريقهم.
يقول حضرة الشيخ علاء الدين العطار قدس سره (ت 802 هـ):(( السكوت ينبغي ألَّا يكون خاليًا عن ثلاثة أشياء: حفظ الخواطر، أو التوجه إلى الذكر، أو مشاهدة أحوال القلب)) [نقله عنه حضرة مولانا محمد أمين الكردى، "المواهب السرمدية"، (ص 150)].

فهناك ثلاثة أمور لا بد من مراعاتها فى السكوت حتى يصير سكوتهم سكوتا نقشبنديا ، ويصير السالك فى صمته ونطقه قائما بقواعد الطريق وآدابه:

1- حفظ الخواطر.

2- التوجه إلى الذكر.

3- مشاهدة أحوال القلب.

ولكل من هذه الثلاثة أدب وأصل ينبغى اتباعه للتحقق به على قاعدة الطريقة النقشبندية العلية. 

46) أدب زيارة أضرحة الأولياء عند السادة النقشبندية قدس الله أسرارهم العلية:

أدب زيارة أضرحة الأولياء عند السادة النقشبندية قدس الله أسرارهم العلية:

قال حضرة علاء الدين العطار قدس سره (ت 802 هـ): ((النفع في زيارة قبور المشايخ على قدر معرفتك بهم)). وقال قدس الله سره: ((القرب من قبور الصالحين له تأثير كثير، ومع ذلك فالتوجه إلى أرواحهم المقدسة أولى منه؛ إذ لا يتوقف تأثيره على القرب والبعد، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «صلوا عليَّ حيثما كنتم»، وشهود صور أهل القبور المثالية عند زيارتهم لا يوازن معرفة صفاتهم؛ فإنَّ معرفتها أقوى فائدة؛ ولذلك قال سيدنا شاه نقشبند قدس الله سره العزيز: "لَأن تكون جارًا للحق أولى من أن تكون جارًا لخلق الحق"،
وكثيرًا ما أنشد:

حتى م تعبد أرماس الأكابر قف * واعمل بأعمالهم تخلص وتسرح

ثم الأدب في زيارة القبور أن تتوجه إلى الله تعالى، وتجعل أرواح أصحابها وسيلة إليه تعالى، وهكذا في تواضعك للخلق، فتتواضع إليهم ظاهرًا وإليه تعالى باطنًا؛ فإن التواضع للخلق لا يجوز إلا إذا نظرت إليهم بأنهم مظاهر للحق تبارك وتعالى، فيكون التواضع حينئذ إلى الظاهر بهم لا إليهم)).
 (نقله عنه حضرة مولانا محمد أمين الكردى فى المواهب السرمدية ، ص 149).

الخميس، 28 أغسطس 2014

45) كيفية التحقق عمليا بالتوبة النصوح:

يعطينا حضرة الشيخ علاء الدين العطار قدس سره (أحد رجال السلسلة النقشبندية قدس الله أسرارهم العلية ت 802 هـ) علامة صادقة لمعرفة صحة التوبة فيقول:(( المقصود من التوجه إلى أسماء الجلال: التذلل والبكاء والمسارعة إلى التوبة والإنابة، وعلامة صحة التوبة الميل إلى العبادة والمناجاة لا إلى المعاصي، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس:8]، وثمرة ذلك أنَّه إذا وجد ميلًا إلى مرضاته تعالى يشكره ويمضي، وإذا رأى ميلًا لمعصيته يبكي ويلتجئ، أو يخاف من مقام ﴿إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [العنكبوت:6]))(المواهب السرمدية ص 148).

فعلى من يريد تحصيل التوبة النصوح عدة أمور:

1- التوجه إلى أسماء الجلال الإلهية، ليحصل التذلل والبكاء والمسارعة إلى التوبة والإنابة.

 2- فإذا حصلت التوبة ، فعلامة صدقها الميل إلى العبادة والمناجاة.

3- فإذا وجد الميل إلى العبادة قام بحق الشكر لله تعالى على التوبة النصوح.

4- إذا رأى ميلا إلى المعاصى جدد اللجوء إلى الله والبكاء والخوف منه تعالى، والخوف من إعراض الله تعالى عنه.

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

44) المريد مخير ﻻ مسير:

المريد مخير ﻻ مسير:
كمال اﻻعتبار لﻻختيار فى السعادة والشقاوة والترقى والتدلى (حضرة عﻻء الدين العطار ت 802 من شيوخ السادة النقشبندية قدس الله أسرارهم العلية، نقله عنه فى المواهب السرمدية ص 147)

43) القصور من الطالب ﻻ من الشيخ:

43) القصور من الطالب ﻻ من الشيخ:
إذا خﻻ قلب المريد بأمر مرشده عما سوى حب المرشد ، وعما يكون مانعا من حبه، وتمكن من محبته يكون حينئذ قابﻻ لورود الفيوضات اﻹلهية غير المتناهية عليه، فإن القصور ﻻ يكون من الفيوضات، بل من الطالب ، فمتى ارتفعت عنه الموانع ﻻ جرم يصل إليه بهمة المرشد (حضرة عﻻء الدين العطار ت 802 من شيوخ الطريقة العلية النقشبندية قدس الله أسرارهم، نقله عنه فى المواهب السرمدية، ص 147)

وهذه قاعدة هامة فإنه كثيرا ما يأتى المرء يشتكى أنه لم يحصل له أى تطور أو تحسن فى حالته رغم أنه أخذ العهد على هذا الشيخ أو ذاك من شيوخ الطريق، ويظن أن القصور من الشيخ ، وأن "الشيخ طلع سره مش باتع"، والقصور فى الحقيقة منه هو ﻷن شرط الفيض صدق التوجه وإخﻻص المحبة .

فمتى اشتكى المريد من أنه لم ينتفع بصحبة الشيخ وﻻ بدخوله الطريق كان ذلك عﻻمة على عدم محبته وﻻ سعيه فى إزالة موانعه عن اﻻنتفاع..

ابحث

Google