الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

الخطاب الدينى إلى أين؟

الخطاب الدينى إلى أين؟
رغم أنى ﻻ أحب المشاركة فى مثل هذه التظاهرات التى تقوم وتقعد حول موضوع ما.
وﻻ أحب المشاركة فى أمر يثور حوله الغبار حتى تهدأ ثورته ونعرف مواضع أقدامنا.
إﻻ أن عموم البﻻء يدفعنا دفعا للمشاركة وسأطرح رؤيتى للموضوع فى تلغرافات سريعة:

1 - أزمة الخطاب الدينى اﻹسﻻمى بدأت مع انهيار الحضارة اﻹسﻻمية منذ نحو 500 عام.

2 - اشتدت اﻷزمة بالصدام الحضارى مع الغرب فى بداية عهد اﻻحتﻻل (الحملة الفرنسية على مصر تصلح بداية تاريخية).

3 - الخطاب الدينى متعدد اﻷطراف : خطيب أو متكلم - وسيلة إعﻻمية لنقل الخطاب - متلقى أو مخاطب . واﻷزمة تشمل اﻷطراف الثﻻثة جميعها. وتحميل مسئولية اﻷزمة ﻷحد اﻷطراف خطأ جسيم يؤدى لتكريس المشكلة ﻻ حلها.

4- على كل من أطراف عملية الخطاب تحمل مسئوليتهم فى حل اﻷزمة ومواجهتها، العلماء واﻹعﻻميون والجمهور المتلقى الذى كثير منهم يسىء استعماله حقه فى التلقى ويروج لخطاب دينى معوج وينشره ويؤيده. واﻹعﻻمى الكسول الذى ﻻ يطرح إﻻ موضوعات مستهلكة تزيد من اﻷزمة وﻻ تعالجها، والمتكلم الذى يتحدث فى غير تخصصه وفى غير ما يحسن ، فكل داعية اعتبر نفسه مفتيا، وكل واعظ اعتبر نفسه عالما مما زاد من ارتباك المشهد.

5- الخطاب الدينى كما هو متعدد اﻷطراف فإنه متعدد المستويات ، مما يزيد من تعقد المشكلة، فالخطاب الدينى التعليمى  المتخصص فى المعاهد الدينية غير الخطاب الدينى العام لجمهور المتلقين، والخطاب الدينى للمسلمين غير الخطاب الدينى لغير المسلمين، والخطاب الدينى لمسلم يعيش فى مجتمع مسلم، غير الخطاب الدينى لمسلم يعيش كأقلية فى ظل دولة غير إسﻻمية. ليس لدينا خطابا دينيا واحدا يصلح فى كل اﻷوقات لكل اﻷشخاص فى كل اﻷماكن . بل مستويات متعددة من الخطاب لكل مستوى إشكاﻻته ومتخصصوه الذين ينبغى أن يترك لهم المجال وﻻ يزاحمون عليه.

هذه خمسة عناصر أساسية  داخلها تفاصيل كثيرة وتحتاج جميعها إلى عمل جاد ورصين وتشريعات ومواثيق حتى تنضبط اﻷمور، أما معالجة اﻷزمة معالجة إعﻻمية سطحية ﻻ تغوص فى أعماق المشكلة وﻻ تضع حلوﻻ واقعية وعملية جادة فهو مجرد شغل لساعات اﻹرسال وتسلية ﻷوقات المشاهدين وبالمرة باب للهجوم على علماء الدين وإزهاق البقية الباقية لهم فى قلوب الناس كأنهم هم المسئولون وحدهم عن اﻷزمة وعلى عاتقهم وحدهم يقع حلها.

ﻻ أخليهم من المسئولية ولكن أيضا ﻻ أرميها كلها عليهم.

ويكفى للدﻻلة على ذلك كنموذج ما تقدمه دار اﻹفتاء المصرية من خطاب دينى رفيع المستوى يخطاب عدة مستويات ولكن ﻻ يقابل بالقدر الﻻئق والكافى من العناية والرعاية اﻹعﻻمية والجماهيرية التى تكفل له النجاح واﻻنتشار.

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google