مراتب الذكر هى أن يستولى المذكور على قلب السالك ، ولا يبقى غير المذكور وأن يحبه القلب بحب شديد ، فنتيجة هذا الحب هى المحبة المفرطة ، فيسمى عشقا ، فالمعشوق يستولى على كلية العاشق حتى ينسى العاشق أحيانا اسم المعشوق لكثرة اشتغاله به ، فإذا استغرق على هذا المنوال ونسى نفسه ، وكل ما سوى الحق وصل إلى حقيقة معنى قوله تعالى {واذكر ربك إذا نسيت} ، معناها : اذكر ربك إذا نسيت نفسك وغير الحق ، لأن تحقيق المذكور وشهوده يوجب نفى غيره ، ويثبت غير أنائيتك ، فإذا وصل إلى هذا المعنى حقيقة ، ونسى نفسه وكل ما سوى الحق فذلك حالة الفناء ، فهى نهاية السير إلى الله ، فالآن يصل أول طريق التصوف ، وأول عالم التوحيد والوحدانية ، ومبدأ درجات الولاية الخاصة . (الخواجه محمد بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص 47 - 48)
حمدا لمن أفاض على أصفيائه بالحِكَم وصلاة وسلاما على خير من نطق بفم وبعد فهذه مدونة تجمع حكما للسادة النقشبندية قدس الله أسرارهم أوردتها بحسب المطالعة مع عزو كل حكمة لقائلها فربما ارتبط بعضها ببعض لكون الكلام فى أصله متواليا فى موضوع واحد وربما انتقل الكلام من موضوع لآخر راجيا من الله إذا اجتمع منها عدد أن أرتبه ولكنى عجلت نشرها لعظيم منفعة كل حكمة منها على حدة فخشيت هجوم المنية قبل التمام فبادرت بإبرازها للأنام والله أسأل بحبى له وللنبى صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه والقوم أن يحشرنى فى زمرتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق