الأحد، 7 أكتوبر 2007

25) الذكر بلا إله إلا الله :

قال سيدى بهاء الدين شاه نقشبند قدس الله سره : كل ما رُئى أو سُمع أو عُلم حُجُب يجب نفيها بكلمة (لا) . وأما نفى الخواطر الذى هو الشرط الأعظم فى السلوك فهو تصرف الإعدام فى وجود السالك ، وإذا لم يتيسر كمال تصرف الإعدام الذى هو أثر الجذبة الإلهية ونتيجتها ، أى إذا لم يوجب نفى الخواطر العدمَ فى وجود السالك ، فلا يتيسر السلوك بكماله ، لأن إيجاب العدم هو أثر ونتيجة للجذبة الإلهية ، فقد سن الوقوف القلبى ، لكى يطالع أثر تلك الجذبة ، ويستقر ذلك الأثر فى القلب ، وأما رعاية العدد فى الذكر القلبى فلأجل جمع الخواطر التى اعتادت على التفرقة ، فإذا تجاوز العدد الحد المعروف الذى هو واحد وعشرون ولم يظهر أثر الذكر كان ذلك دليلا على أن العمل لم يثمر فى السالك شيئا ، فأثر الذكر هو انتفاء وجود البشرية وقت النفى ، ومطالعة أثر من آثار تصرفات جذبات الألوهية حين الإثبات بدليل قوله تعالى {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} ، فينبغى أن يفهم معنى الآية بأن عسى أن تقبل من المؤمنين أعمالهم الصالحة وأفعالهم الحسنة عند الله يوما ما ، وعلامة قبول العمل أن ينتفى وجود البشرية عنده ، ويظهر أثر تصرف الجذبة الإلهية . (الخواجه محمد بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص 35 - 36) .

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google