الثلاثاء، 18 سبتمبر 2007

18) إذا ربى السالك صفتا الجلال والجمال دفعة واحدة :

قال سيدى بهاء الدين شاه نقشبند قدس الله سره : ((إذا ربى السالك صفتا الجلال والجمال دفعة واحدة – أى : إذا كانتا متلازمتين تأثير وتربية – انقلب جلاله جمالا وصار جماله جلالا ، ومتى كان جماله جلالا استولى عليه الخوف والرجاء ، وكان الغلبة للخوف على الرجاء ، فيمكن له إظهار صفة الجمال فى عين الزمان الذى يكون فيه مظهر لصفة الجلال)) ، قال سيدى محمد بارسبا شارحا : قال أهل التحقيق : لما يتربى السالك بصفتى الجلال والجمال يصل إلى الحقيقة ، والمحبة الذاتية ، فمن علامات الوصول إليهما أن تكون الصفات الأربع المتقابلة سواء ، ومحبوبة عنده ، وهى الإعزاز والإذلال والضر والنفع ، وقالوا أيضا : إن حضرة الحق سبحانه يعطى بعض من أحب من أوليائه فى الدنيا أول ما يعطيهم فى الجنة وهو قوله {كن فيكون} - إشارة إلى قوله تعالى {لهم ما يشاءون عند ربهم} وقوله تعالى {وفيها ما تشتهى أنفسهم} – فكلمة كن هى صورة الإرادة الكلية فهى من صفات هذا المقام ، وأما كمال الأدب والمعرفة فإنه يقتضى أن يجعل الولى المحبوب إرادته تابعة لإرادة الحق لا إرادة الحق تابعة لإرادته ، ويعلم أن حضرته ليست لائقة بالتبعية ، وأن ظهور هذه الصفة فيه ليس بإرادته بل هو بإرادة الحق ، وقيل : إن ظهور مثل هذه الصفة فى أولياء الله لكون مشربهم عيسويا ، (الخواجه محمد بارسبا ، مع بعض توضيح من معربه الشيخ محمد صادق الحيرانى مذكورة فيما بين المعترضات ، الرسالة القدسية ، ص 23 - 26) .

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google