الثلاثاء، 25 سبتمبر 2007

22) تنوع آثار التوجه إلى الروحانيات :

قال سيدى بهاء الدين شاه نقشبند قدس الله سره حاكيا عن أحواله فى مبادئ سلوكه : إن أثر التوجه إلى روحانية حضرة أويس القرنى رضى الله عنه هو الانقطاع التام والتجرد الكلى عن العلائق الظاهرية والباطنية ، وأنه كلما يتوجه إلى روحانية حضرة السيد محمد الترمذى يكون أثر ذلك التوجه هو اللاصفتية المحضة ، فلا يقع فى سير ذلك التوجه أثر ولا صفة ، فلما يمجى وجود الروحانية فى أنوار الحقيقة لا يرى السالك غير اللاصفتية وغير اللانهائية مهما طلب لنفسه وجودا وطلب فيها شيئا هو أصل الإدراك . قال سيدى محمد بارسبا قدس سره شارحا عليه : كمال أحوال أولياء الله ونهاية درجاتهم هى اللاصفتية واللاأثرية ، وكمال هذه المرتبة لأنها مختصة بحضرة سيدنا سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم فسائر الأنبياء والأولياء على حسب مراتبهم مقتطفون من رياضه صلى الله عليه وسلم ، فيرتقون إلى درجات هذه المرتبة مستمدين بباطنه المقدس ، والمقام المحمود المختص بحضرته هو إشارة إلى كمال هذه المرتبة ، فمن خواص مرتبة اللاصفتية أن يكون صاحبها من أهل التمكين ، ويتصف ويتخلق بجميع الصفات والأخلاق الإلهية ، ويتصرف فى الأحوال الباطنية ، فلهذا يقال له : أبو الوقت ، فيمكن له الانتقال باختياره من صفة إلى أخرى ، ويصفو بالكلية من بقايا وجوده البشرى ، (الخواجه محمد بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص 32 - 34) .

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google