الخميس، 11 سبتمبر 2014

53) النفس أصل كل بلاء:

يقول الإمام الرباني قدس سره (ت  1034 هـ): ((اعلم أن أصل كل بلاء إنما يكون من الابتلاء بالنفس ، ومتى تخلص الإنسان منها تخلص من الابتلاء بما سواه تعالى، فإن كان يعبد الأصنام فإنما يعبد نفسه في الحقيقة ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية:23]، خلِّ نفسك وتعالَ. وكما أن الخروج عن النفس والمرور عنها فرض، كذلك الدخول إليها والغوص فيها لازم، فإن الوجدان إنما يكون فيها ولا يكون في الخارج عنها، السير  الآفاقي بُعد في بُعد، والسير الأنفسي قربُ في قرب، فإن كان هناك شهود ففي النفس أو معرفة فكذلك أو حيرة فكذلك وليس في خارج النفس موضع قدم، فخالي الذهن يفهم الحلول والاتحاد من هنا، ويقع في ورطة الضلال؛ إذ الحلول والاتحاد كفر، والخوض في هذا المقام بالفكر قبل التحقق ذوقًا حرام)) [نقله عنه: مولانا محمد أمين الكردى، "المواهب السرمدية"، (ص 190)].
فمحل السير عند النقشبندية – شأنهم شأن أرباب التصوف جميعا – هو السير النفسى، لا الآفاقى، فالنفس هى محل السير والسلوك، وهى محل الشهود ، ومحل المعرفة، ومحل الحيرة، فكل هذا إنما هو داخل النفس البشرية لا خارجها، ومن لا يتذوق هذا ويعيه وعيا واضحا يقع فى الحلول والاتحاد اللذين هما كفر.

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google